هل حقا يستخدام الإنسان 10% فقط من قدرة المخ ؟؟ | علومنجى دوت كوم

إشعارات

تسجيل الدخول
الدخول

هل حقا يستخدام الإنسان 10% فقط من قدرة المخ ؟؟

بقلم : محمد كمال | 2:41:00 م | التعليقات : 0

هل حقا يستخدام الإنسان 10% فقط من قدرة المخ ؟؟
بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم

في السنوات الأخيرة حظت مقولة أن الإنسان يستخدم فقط 10% من قدرة دماغه بانتشار عظيم حتى إن هذه الفرضية كانت إحدى الركائز الأساسية في فيلمين كان لهما رواجًا عالميًا كبيرًا والسؤال هنا هل نحن حقًا نستخدم 10% فقط من قدرة دماغنا؟

في فيلم ”Limitless تدور الحبكة الأساسية للفيلم عن اختراع إحدى المعامل لعقار يسمى (NZT) يقولون أنه يفتح المجال أمام الإنسان كي يستطيع استخدام قدرة دماغه بنسبة 100% وفى فيلم ”Lucy الذي تناول أيضًا هذه الفرضية ولكن عن طريق عالم أعصاب قام بدوره الممثل الأمريكي مورجان فريمان يقول بأن الإنسان يستخدم 10% فقط من قدرته الدماغية ويرجح بأن في حالة استخدام الـ100% من قدرته كاملةً إن استطاع الإنسان ذلك بالطبع فإنه سيفنى حيث لن يقدر جسده على استيعاب هذه القدرة الهائلة والسؤال هنا هل نحن حقًا نستخدم 10% فقط من قدرة دماغنا؟

في البداية يجب أن نقول أن المقصود بالدماغ هو المخ أو العقل وأنه إذا استخدم الإنسان 10% من مخّه أو عقله فإنه بذلك يستخدم 10% فقط من انفعالاته وتفكيره والتحكم بأعصابه فما أصل هذه الفرضية من الأساس؟

أصل هذه الفرضية ظهر في القرن التاسع عشر عن طريق عالم النفس البروفيسور ”ويليام جيمس“ الذي قال في كتاب (طاقات الإنسان) أن البشر يستخدمون نسبة قليل من قدرتهم الدماغية وهذا الكلام نقله بعد ذلك الكثير من الكُتّاب والعلماء والمفكرين من ضمنهم ”ألبرت آينشتاين“.

إذا فرضنا فعلًا أننا نستخدم بالفعل 10% من قدرة الدماغ فما فائدة الـ90% الباقية؟ ولماذا نجح هذا الكلام في الوصول إلى البشر من القرن التاسع عشر إلى الآن؟

قبل أن نفترض أننا نستخدم 10% فقط من قدرة الدماغ يجب أن نعرف أن المخ يتكون من خلايا عصبية وأوردة دموية كثيرة وكل جزء منه متصل بخلايا عصبية متصلة بالنخاع الشوكي وجميع أعضاء الجسد الأخرى فإذا فرضنا أن هناك 90% من الدماغ غير مستخدم (فهذا معناه أنه كم مهمل غير مفيد، وأننا إذا أردنا استئصاله فلن يحدث أي ضرر) فماذا نستئصل إذن؟ هل نستئصل الجزء المسئول عن إفراز هرمون السعادة؟ أم الجزء المسئول عن الأدرنالين؟ أم الخلايا العصبية المتصلة بالأطراف؟ أم الخلايا العصبية المتصلة بالأعين؟ أم تلك المتصلة بالفم ربما الأفضل أن نستأصل الخلايا العصبية المتصلة بالفم فليس لها أي أهمية بحسب هذه الفرضية لأنها ليست ضمن الـ10%.

لكن ماذا لو كانت هناك بالفعل 90% من قدرة الدماغ مهملة؟ ماذا لو استطاع أحدهم الوصول إليها وتفعيلها؟ سيكون قادرًا إذن على فعل المعجزات، فيمكنه أن يضارب في البورصة ولا يخسر ويكسب مبالغ ضخمة من لعب البوكر أو أن يتعلم جميع لغات العالم أو أن يتحكم في الأشياء عن بعد ويجعلها تطير أو أن يطير هو نفسه ويمكنه أيضًا أن يحكم العالم إذا كان يملك وقت فراغ كافي لذلك.

خرافة خاطئة .. بل تكاد تكون مضحكة!

هذه الخرافات تم ترويجها وتداولها وتناقلها إلى الآن لأنها تخدم "بشكلٍ فعّال" مصلحة المهتمين بالتنمية الذاتية أو البشرية فهي تزيد من درجة وهم الناس وتصديقهم بأن الناجحين هم ناس عادية فقط علموا كيف يستفيدوا من هذه الـ90% من قدرة الدماغ ولا ينقص المشهد ترويج لفكرة العجز والكسل المحبب للنفس الذي يجعل الإنسان يرى أنه ليس مقصرًا لأن قدرة دماغه لا تستطيع عمل أي شيء أكبر من قدرة الـ10% التي يعمل بها ما يجعل هؤلاء من المؤمنين بتلك الفرضية يقعون تحت تأثير أي شخص يمكنه أن يوهمهم بأنه قادر على جعلهم يستفيدون بالـ90% الباقية من قدرة الدماغ أو أي شركة أدوية تقول أن لديها عقار يجعل البشر يستعملون قدرة دماغهم بشكلٍ كامل وبفاعلية 100%.

يقول عالم الأعصاب ”باري جوردن“ أن هذه الخرافة خاطئة بل تكاد تكون مضحكة
"فإن الإنسان بحسب علماء الأعصاب يستخدم أكثر بكثير من مجرد 10% من قدرة دماغه عندما يضم قبضة يده ويرخيها مرّة أخرى"
فقدرة المخ أعلى بكثير من كونها فقط مجرد نسبة صغيرة يستخدمها البشر ويمكن معرفة ذلك بسهولة من خلال الرنين المغناطيسي الذي يُظهر أن الأنسان يمكنه أن يستعمل أجزاء كثيرة من دماغه وهو يفعل أفعالًا عادية كالكلام والمشي. مخ الإنسان والذي يزن أقل من 3% من وزن الإنسان يمكنه أن يستهلك طاقة كبيرة من الإنسان إذ أنه يستهلك أكثر من 20% من الأكسجين الموجود في الجسم.

عقل الإنسان قادر على صنع المعجزات بالفعل فمن يصدق أن هذا الإنسان الذي يستخدم 10% من قدرة دماغه يمكنه صنع الطائرات والأجهزة المحمولة والتكنولوجيا والتقدم المعرفي في مجالات الطب والهندسة والصناعة وغيرها، من يصدق أن هذا الإنسان يمكنه أن يكتشف ويخترع ويحلل ويغيّر في الكون وهو لا يستطيع حتى أن يصل إلى 90% من قدرة دماغه الكاملة.

عبقرية تصميم الدماغ البشري .. حقيقة فعل المعجزات :هناك ثلاثة قصص تستخدم كدليل على عبقرية تصميم الدماغ البشري وقدرتها القوية على فعل المعجزات.
القصة الأولى قصة العامل ”فينياس كادج“ الذي أصيب بعامود حديدي دخل من فمه إلى دماغه وأدى غلى كسر الجمجمة من الداخل والخارج ، لكن للغرابة أنه لم يمت وأنه عاش بعدها ولكن _كما أفاد الكثير من معارفه_ تغيرت شخصيته وأصبح مختلفًا في التفكير والانفعال وغيرها من وظائف الدماغ.

القصة الثانية هي قصة ”كلايف ويرنج“ عازف البيانو والموسيقي الإنجليزي الشهير، الذي أصيب بمرض في الجزء المسئول عن الذاكرة (Hippocampus)، فلم يعد يستطيع تذكر أي شيء إلا زوجته، كما لم يعد قادرًا على تخزين أي أحداث في الذاكرة إلا لمدة 30 ثانية فقط. هذا الرجل كانت مشكلته ستصبح شديدة البساطة لو أن الجزء المسئول عن الذاكرة كان يقع ضمن نطاق الـ90% المهملة من الدماغ لأن إستئصالها سيكون سهلًا، فلن تتأثر ذاكرة الرجل بأي شيء بعد ذلك.

القصة الثالثة فهي قصة ”لتيري شيافو“ التي أصيبت بغيبوبة لمدة ثلاث سنوات بعد إصابتها بسكتة قلبية. في هذا الوقت عانت لتيري من الحرمان من الأكسجين، وأدى ذلك إلى تدمير 50% من المخ مما جعلها غير قادرة على التمييز بين الأشياء من خلال الحواس ولا قادرة على التفكير أو الإدراك أو استرجاع الذكريات مع أن نسبة الـ50% يمكن أن تقع _بالصدفة_ ضمن نسبة الـ90% المهملة ولا تتأثر تيري بهذا الأمر لكنها عانت من فقد الكثير من قدرة الدماغ لأنها فقدت فقط حوالي 50% من قدرة دماغها.


الدماغ البشري هو شيء معجز حقًا والبشر يستطيعون استخدام قدرة دماغهم بنسبة 100% فنحن قادرين على التفكير والإدراك والشعور وترتيب الأحداث والصور والأشكال وكل ذلك لا يمكن فعله أبدًا عن طريق مجرد 10% من قدرة الدماغ فقط.
 


عبر عن تعليقك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق