من خلال تعليقات بعض الطلبه وبعض الزملاء الخريجين وجدت انهم مقتنعين ان المكان الوحيد لخريجى كليه العلوم هو البحث العلمي فقط ، وتكمن المشكلة فى انهم مش فاهمين التخصصات المختلفة كلية العلوم ، بل أرى أن البعض لا يعى جيداً تخصصه لاسباب كثيرة سنتطرق لها فى هذا المقال من موقع « علومنجى دوت كوم ».
ما هو البحث العلمى
البحث العلمي هي مهنه يقوم بها اي باحث من العديد من الكليات يعنى ستجد باحث من كلية العلوم وآخر من كلية الطب وآخر من كلية الهندسة ومن غيرهم وطبعا ده موجود فى أي مركز بحثي فى كل دول العالم ، لكنى أتفق ان أكثر الباحثين هم خريجى كليات العلوم وهذا ليس من فراغ بل لأنه أكثر الفئات العلمية تعمقاً ودراسة فى العلوم المختلفة ، لكن أن نقصر البحث العلمي على كليه العلوم فقط فهو كلام غير علمي وغير منطقي نهائياً.
تنوية: لو فرضنا جدلا أن مهنه كليه العلوم هي البحث العلمي فقط وهذا كلام خاطئ في اي دوله متقدمه ، من سيعمل فى صناعه الكيماويات و تطويرها فى المصانع ، من سيعمل فى مجال الجودة والسلامة والصحة المهنية ، من سيعمل فى شركات المياه ومراكز الحقن المجهرى وشركات البترول وكيمياء الطب الشرعى ... وغيرها من الوظائف التى تحتاج لتخصصات كليات العلوم المختلفة.
البحث العلمي في مصر هي مهنه حكوميه فى الاساس و بالتالي من يعملون واقعياً في البحث العلمي والعمل الاكاديمي فى مصر (سواء كعضو هيئه تدريس فى الجامعه حكوميه او خاصه او في مركز بحثي) لا يتعدي 5% فقط من خريجي كليات العلوم المصرية و 95% الأخرين من خريجي الكليه يعملون فى المجالات التطبيقية والمهنية لتخصصاتهم المختلفة.
أن كليه العلوم وكلية الهندسة هم اكبر كليتان في العالم من حيث مجالات العمل المتنوعه تبعاً للتخصصات المختلفة ، لماذا يتخلى طلبة وخريجى كلية العلوم عن ذلك التنوع المميز جدا للكليه بل ويحصرونها فى مهنه واحده فقط ، أن الشئ المنطقى والصحيح هو ان نعتبر خريج كليه العلوم باحث علمي فى كل مجالات تخصصه بمعنى أن البحث العلمي ليس مقتصر فقط على معمل فى كليه أو مركز بحوث وإنما ممكن تقوم بالبحث العلمي في اي مجال لتطويره وهذا ما تفعله جميع الدول المتقدمه حاليا.
أنادى جميع هيئات التدريس بكليات العلوم من اساتذة ومعيدين ان يهتم هؤلاء جيدا بتعريف الطلبه بمختلف مجالات كليه العلوم وتنوع وظائفها مع عدم تصدير مشهد واحد وهو البحث العلمى مما يؤدى إلى كارثه بكل المقاييس فالعمل المهني لكليه العلوم فى كل دول العالم مهم جدا وعلي نفس درجه اهميه العمل الاكاديمي البحثى بل في بعض المجالات يعتبر أهم كثيرا من الشغل الاكاديمي ، بل والافضل ان يقترن العمل المهني بدرجات اكاديميه ليكون الخريج اكثر تميزاً وعلماً.
أطالب جميع قطاعات ومؤسسات المجتمع الصناعيه والطبيه وغيرها من المجالات انت تبدأ بدمج البحث العلمي مع العمل المهنى التطبيقى مما سيعود بلا شك على المؤسسه بالمنفعه والتطور الكبير ، حيث لابد من وجود حقيقى لوحده بحوث وتطوير فى كل مصنع وشركة ومستشفى ... إلخ.
#البحث_والمنهج_العلمي فى التفكير لحل المشاكل ليس نوع من الرفاهيه بل على العكس هو اساس الأخذ بالاسباب للوصول للنجاح.
المشاكل الكبرى التي تواجه العلم
في السنوات الأخيرة الكثير من العلماء انتابتهم الشكوك والظنون فيما يخص المستقبل البحثي في الطب، وعلم النفس ،و تغيرات الجو، فبدأنا العمل على استبيان وزعناه على الكثير من العلماء حول العالم منهم المتخرجين ، وأستاذة مساعدين ، وبروفسورين ورؤساء المختبرات وغيرهم فيما يخص مستقبل العلم ، وسؤالهم : إذا كان بإمكانهم تغيير شيء واحد في الوضع الحالي فماذا سيكون؟
أولا: التعليم الأكاديمي يعاني من نقص كبير في المال، وهذة الحاجة تكون لبداية البحث، شراء أدوات مختبرية، دفع رواتب المساعدين في البحث والصعوبة تتمثل في الحصول على الدعم المالي وعلى استمراريته.
في أمريكا مثلاً لايكتفى بدعم من الجامعة وإنما الدعم المالي في خارج حدود الجامعة قد يكون هو الدعم اللازم، وغالبية الدعم المالي ينتهي خلال ٣ سنوات ممايجعل الكثير من العلماء يكف أو يتوقف عن البحوث طويلة المدى.
ثانياً: الكثير من الدراسات صُممت بطريقة خاطئة مما يجعل البحوث ضعيفة للغاية! حيث جُل اهتمام العلماء بالنتائج السريعة المفيدة فهي سبب لربح المال والشهرة مما جعل الكثير يكف عن عمل الدراسات ذات الفائدة المجتمعية.
ثالثاً: النتائج المنسوخة المكررة، ومن النادر جداً أن نرى هذا السبب عند أغلب العلماء، أيضاً المجلات تحظر نشر البحوث المتشابهة لكنها لا تمانع من ذكر البحث المنشور السابق إذا كان البحث الحالي يعاكسه أو يثبته.
رابعاً: مراجعة البحوث الكثير من الإجابات للاستبيان تعزز مراجعة مجلات العمل المزدوج أو “الدبل بلايندد” ومحتواه أن المراجع لايعرف الكاتب وهذا يبعدنا عن أي نوع من الانحيازية.
خامساً: طرق توزيع البحوث في المجلات حيث الكثير من البحوث تنشر في مجلات ينبغي الدفع لها لفتح البحث وقراءته لذلك من الصعب على كثير من الناس قراءة أو مطالعة البحث بدون مبلغ مالي، هذه المشكلة لفت لها العلماء في الاستبيان المنشود وكان من الحلول أن يقوم أغلبية العلماء نشر البحوث في مجلات مفتوحة أي ليس هناك طلب أي مبلغ مالي لقراءة البحث ومطالعته وطباعته ونشره من قِبل عامة الناس.
سادساً: لغة العلم لا تصل لجميع الناس القليل من العلماء استجابوا بانزعاجهم من فكرة نشر البحث لفئة مستهدفة قليلة، الأراء اختلفت فبعضهم يحملون السبب وراء هذا للعلماء نفسهم والصحافة.
من الحلول المطروحة: يجب على العلماء تغيير أسلوبهم ولغتهم العلمية حتى تصل لشريحة أكبر.
سابعاً: الحياة كباحث صغير مقلقة جداً عبر الكثير من صغار السن من العلماء في الاستبيان المذكور عن صعوبة البحوث في ترقيتهم لدرجة علمية أعلى وكون الفرص محدودة جداً، وفئة النساء تعاني أكثر من غيرهم.
ومن الحلول الإيجابية لاقناع العلماء أو الباحثين الأصغر سناً بالبقاء على نفس المستوى، زيادة عدد مقاعد القبول للبحاثين في الجامعات، ومرونة جدول النساء فيما يخص إجازات الإنجاب و رعاية الأطفال.
البحث العلمي أصبح موضة قديمة
هل فعلاً أصبح البحث العلمي موضة قديمة
في بدايات القرن التاسع عشر ميلاديًا كان أول ظهور للبحث العلمي المتعارف عليه اليوم ، والذي قد بدأه العلماء خاصةً في علم النفس والأجتماع ، ومن بعدهم بدأ كل العلماء في المجالات الأخرى الأخذ بالمنهج العلمي في حل المشكلات وبذلك بدأوا سلسلة تحقيق الأكتشافات العلمية.
ومن هنا أنطلقت مسيرة البحث العلمي إلى أواخر نفس القرن ، أما هنا في مصر بعد أكثر من قرن على تلك الأنطلاقة مازلنا نرى أنبهار الطلاب بمُصطلح «البحث العلمي» ولا نقصد بكل تأكيد أن البحث العلمي لم يعد مُهمًا ولكن بالعكس هو شئ أساسي جدًا وفي غاية الأهمية ولكن أطلب منكم مزيد من التركيز حتى تفهموا وتستوعبوا الفكرة ككل.
يجب أن نُدرك مبدئيًا ماهية البحث العلمي؟ التعريف الذي وجدناه «هو أن البحث العلمي أسلوب منظم في جمع المعلومات الموثوقة وتدوين الملاحظات والتحليل الموضوعي لتلك المعلومات باتباع أساليب ومناهج علمية محددة بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد لها، ومن ثم التوصل إلى بعض القوانين والنظريات والتنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر والتحكم في أسبابها. أيضا هي وسيلة يمكن بواسطتها الوصول إلى حلِّ مشكلة محددة، أو اكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة». بالتالي نفهم من هذا التعريف أن البحث العلمي ليس مختص فقط بالجانب الأكاديمي بل بالجانب التطبيقى العملى أيضا.
كل ما في الأمر أن العلوم الأساسية التي تعودنا عليها (الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، ...إلخ) وصلت الأن لمرحلة تشبع بالأبحاث العلمية بمعنى أننا اليوم لدينا كمية رهيبة وضخمة من الأبحاث العلمية ونمتلك كم هائل من البيانات لدرجة أن قواعد البيانات مجانية حتى يستفيد منها الجميع في أبحاثهم بالتحليل لأن أصحاب تلك البيانات وحدهم لن يتمكنوا من تحليلها والإستفادة منها بسبب ضخامة كمها. لذلك بعد الوصول لهذا التشبع من الأبحاث العلمية أصبحت فكرة البحث العلمي في حد ذاتها قديمة وحل محلها توجه عالمي جديد وهو الأستخدام «التطبيقى» للبحث العلمى أي أن البحث العلمي أصبح أداة للوصول إلى التطبيق ولكنه لم يعد الأولوية بعد الأن. لذلك قامت في أوائل القرن العشرين الثورة الصناعية، والأن في اوائل القرن الحادي والعشرين ثورة في المجالات العلمية نفسها تُدعى ثورة التكنولوجيا والتي اكتسبت اسم علوم المستقبل والتي تشمل بطبيعة الحال مجالات وتخصصات عديدة جدا أهمها الكيمياء التطبيقية والفيزياء التطبيقية والبيولوجيا التطبيقية والميكروبيولوجيا التطبيقية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو والمعلوماتية الحيوية والذكاء الإصطناعي.
الهدف من تلك الثورة هي دمج أكثر من علم معاً ، من أجل تجديد بعض الأفكار التي عفى عليها الزمن والتخلص من الطرق التقليدية في مُختلف المجالات ، لذلك تجد تطبيقات فى كل مجالات العلوم الأساسية ، والتطبيقات ناتجة عن فرق عمل في غاية التنوع لأن بكل بساطة فكرة فريق العمل المتخصص في المجال الواحد أصبحت غير مجدية ، لأنه بطبيعة الحال كيف سننقل نقطة ما من البحث العلمي لمرحلة التطبيق دون من يفهم في نقطة التحول تلك؟ علاوة على تحويلها لفكرة منتجة عن طريق ريادة الأعمال بالتالي يجب أن يتواجد من يفهم في خطوط الأنتاج على سبيل المثال أو البرمجة أو غيره من ضروريات أنتاج أي منتج آخر أو تنفيذ فكرة ما. بالتالي أصبح من الضروري على الجميع أن يفهموا مدى أهمية أكتساب خبرات وعلاقات متنوعة حتى يلتحقوا بعصر التكنولوجيا ولا يكونوا قاصرين على حقبة زمنية انتهى عهدها.
التحاليل الطبية وكلية العلوم
للأسف الشديد تم تصدير الصوره الخاطئة لطلبة وخريجى كليات العلوم عن مجال التحاليل الطبية حيث نرى أن كثير من طلبة وخريجى كلية العلوم يظنون من مجرد الأسم فقط ان التحاليل الطبية هى تخصص من تخصصات كليات الطب:
سأوضح لكم المعلومه الصحيحه فى 3 جمل فقط
- التحاليل الطبية تنقسم إلى 3 تخصصات فقط فى كل دول العالم وهى الكيمياء الحيوية ، الميكروبيولوجى ، الباثولوجى ، وبيندرج ضمنياً إلى هذه التخصصات تخصصات آخرى مثل علم المناعه والتحاليل الوراثية وعلم الطفيليات.
- الكلية الوحيدة التى تعطى بكالريوس للتخصصين الأول (الكيمياء الحيوى) والثانى (الميكروبيولوجى) هى كلية العلوم ، والكلية الوحيدة فى دول العالم المتقدمه والتى تعطى درجات تخصصيه (دراسات عليا أو دراسات تكميلية) فى مجال الباثولوجى (علم الفسيولوجي ، علم أمراض الدم) ، وفى مجال المناعه (سواء المناعه فقط ، او الميكروبيولوجى والمناعه) وفى مجال التحاليل الوراثية (الهندسة الوراثية ، الوراثة الجزيئية ، التحاليل الوراثية ... إلخ) وفى مجال الطفيليات هى كليات العلوم فقط فقط فقط بينما فى مصر نجد تطفل من كليات آخرى مثل الطب ، والصيدلة ، البيطرى ، الزراعه على جميع تخصصات المختلفة بكلية العلوم بداية من الكيمياء الحيوى وأنتهاءا بالطفيليات.
- هل تعلم ان عدد الاطباء العاملين فى مجال التحاليل الطبية لا يتجاوز 1000 طبيب بنسبة لا تصل إلى 10% بينما تصل نسبة خريجى كليات العلوم عام 2018 إلى 80% من العاملين فى مجال التحاليل الطبية .
توضيح: طلبة وخريجى كليات العلوم تسمى علميين او علماء على حد سواء ، الاطباء العاملين فى مجال التحاليل هم أخصائى الباطنة المتخصصين فى الكلينيكال باثولوجى (طبيب كلينيكال باثولوجى).