أثناء عامك الدراسي الأول بكلية العلوم يجب عليك اختيار تخصصك الأكاديمي بعناية ونظراً لكثرة الشعب والفروع العلمية بهذه الكلية فالكثير يطرح السؤال المعتاد … الكيمياء أم الفيزياء وأيهما يجب أن أسلكه كمسار دراسي باعتبارهما من أشهر التخصصات.
بعض الجامعات والمؤسسات تُتيح أنظمة تعليمية خاصة تُمكّن الطالب من اختيار مسار تخصصي في بداية العام الدراسي الأول خلال تقديم أوراقه للالتحاق بالجامعة؛ وهناك جامعات أخرى تعتمد مواد أساسية في العام الأول يتم تدريسها لجميع الطلاب باختلاف الشعب والأقسام، حيث يتم اختيار التخصص من بداية العام الدراسي الثاني.
على سبيل المثال في كلية العلوم جامعة القاهرة يوجد في العام الدراسي الأول أربعة مواد أساسية وهم (الكيمياء – الفيزياء – الرياضيات – اللغة الإنجليزية) ومادتان إضافيتان يتم اختيارهم بالتنسيق مع المُشرف الاكاديمي لتحديد تخصصك في باقي سنوات الدراسة.
نعود لمحور المقال:
الكيمياء أم الفيزياء | أيهما أختار للتخصص؟
إجابة هذا السؤال تعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل وهي:
- ميولك واهتماماتك الدراسية والعملية
- الشعبة الدراسية في المرحلة الثانوية (علوم أو رياضة)
- المجموع النهائي في مرحلة ما قبل الجامعة
- تفوقك في تخصص الرياضيات بشكل عام
- المواد الإضافية التي سوف تقوم باختيارها في العام الدراسي الأول بالجامعة
- الوظيفة المستقبلية التي تحلم وتخطط لها منذ الصغر.
أيهما أسهل في الدراسة؟
كمبدأ عام يجب أن تضعه نصب عينيك أثناء التعلم وحتى في حياتك بشكل عام لا يُمكن بأي حال من الأحوال تصنيف تخصص ما على أنه صعب وآخر على أنه سهل! هذا ليس منطقياً طالما أهملت في دراسة تخصص ما وحصلت فيه على درجات سيئة فسيُخيل إلى ذهنك أن هذا المجال صعب وشاق ولا يُمكن تعلمه والعكس بالعكس فهي مسألة نسبية بحتة تعتمد على مدى سعيك واجتهادك.
حتى نكون مُنصفين فعلم الفيزياء يحتاج إلى خلفية جيدة جداً في أهم مبادئ وقواعد الرياضيات بما يشمل علوم التفاضل والتكامل والجبر والهندسة وغيرها من الفروع الرياضية الأخرى أي أننا نستطيع القول وبثقة أن أي طالب متفوق في الرياضيات فسوف يتعلم الفيزياء بسهولة. بينما علم الكيمياء في المُجمل لا يتطلب هذا الكم من المعرفة الرياضية ولن تتعامل من خلال دراستك مع الكثير من الصيغ والمعادلات الرياضية إلا في بعض فروع الكيمياء المتخصصة.
ماذا عن فرص الكيميائيين والفيزيائيين في سوق العمل؟
بالنسبة للوطن العربي فالكفة هنا نسبياً في صالح مجال الكيمياء؛ فهو منتشر بشكل أكبر في العديد من المجالات الوظيفية، ربما في أوروبا وأمريكا تتساوى فرص العمل لكلا التخصصين.
ما هي مجالات العمل المتاحة للفيزيائيين؟
- الأرصاد الجوية
- المسح السيزمي للتنقيب عن البترول وهذا المجال تحديداً مرتبط بعلم الجيوفيزياء
- وكالات الفضاء
- هيئات الطاقة الذرية، الرقابة النووية والإشعاعية، والمفاعلات النووية
- المراكز البحثية
- العمل الأكاديمي سواء كمُعلم للمرحلة الثانوية أو مُحاضر في إحدى الجامعات أو المعاهد التقنية
- التصوير الطبي والاشعة
- الإتصالات والإلكترونيات
ما هي مجالات العمل المتاحة للكيميائيين؟
- التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي ويتضمن أيضاً مجال تكرير البترول
- البويات والدهانات
- الأدوية والعقاقير
- التحاليل والفحوصات الطبية
- الملابس والأقمشة
- البوليمرات والبلاستيك
- شركات المياه
- الرقابة والجودة
- الطاقة الذرية أو المجال النووي بصفة عامة
- الأمن الصناعي
مازلت مُتحيراً ولا أستطيع تحديد أيهما أنسب لي الكيمياء أم الفيزياء ؟!
قم بإحضار قلم وورقة وقسّمها إلى جزئين؛ الأول للكيمياء والثاني للفيزياء؛ وقم بتقييم نفسك في كل مجال منهما من خلال عدة نقاط؛ على أن يكون التقييم في نطاق من 1 إلى 5 (5: ممتاز؛ 4: جيد جداً؛ 3: جيد؛ 2: مقبول؛ 1: ضعيف).
– أنا أحب هذا التخصص ولدي خلفية جيدة عنه ( ) – على دراية بأشهر مبادئ وقواعد وأسس هذا المجال ( ) – درجات اختباراتي في السنوات السابقة لهذا التخصص ( )
وبشكل عام لا يستطيع أحد أن يخبرك أيهما أفضل أو أيهما يجب أن تختار! أنت الذي تستطيع أن تقرر هذا الأمر بعد تفكير عميق واستشارة ذوي الخبرة سواء كانوا أساتذتك في المدرسة أو الجامعة؛ ونصيحة شخصية لا داعي للمجازفة في اختيار تخصص أنت لا تميل نحوه لمجرد أنّ زميل لك قد التحق به أو لأن هذا التخصص مطلوب بشدة في سوق العمل، المعيار الأساسي في اختيارك بينهما يجب أن يعتمد بشكل أساسي على مدى شغفك واهتمامك بأي منهما.